اسرار التاريخ والغازه متنوعة ، منها ما يتعلق بالشخصيات او بالأحداث او حتى بالأماكن ، لكن ماذا ان قلت لكم ان لغز اليوم مختلف تماما. قطعة من المجوهرات باتت الأشهر والأكثر غموضا في التاريخ ، قصتها تثير الريبة والدهشة. اشهر شخصيات التاريخ لم تسلم من شرها ، او هكذا يقال ، اذن هيا لنتعرف على القصة الكاملة والحقيقة الجدلية لعقد مردوخ المشؤوم.
اسطورة عقد مردوخ
لطالما كانت الحلي والمجوهرات الثمينة ذات الأحجار الكريمة والنادرة تفتن البشر ، وتدفعهم الى البحث الحثيث عنها ، ولكن هل تعلمون ان بعضاً من هذه المجوهرات كانت سببا في القضاء على ملوك وزعماء ورؤساء خلدوا في التاريخ ، والادها من ذلك ان نهاية هؤلاء الزعماء كانت سوداوية بكل ما للكلمة من معنى. فما هي قصة وحقيقة قلادة مردوخ بالذات التي لطالما نسجت حولها الاساطير ، وروبطت بموت اشهر زعماء العالم.
ما هو هذا العقد الملعون ومن اين جاء ؟
عزيزي القارء والقارئة ، سنتناول في هذه المقالة قصة عقد مردوخ بكل ما ورد الينا من التاريخ الدموي المرتبط بها. ولكن تابعونا حتى النهاية لتعرفوا الحقيقة الكاملة.
اذن هو عقد ثمين مرصع بالجواهر والاحجار الكريمة النادرة ، وتشير اغلب الروايات الى ان عمر هذا العقد يعود الى ما قبل 3000 سنة قبل الميلاد. وبحسب هذه الروايات فان هذا العقد تم صنعه من قبل الكهنة او السحرة البابليين ، او كما يعرفون بكهنة الاله مردوخ. ونذكر هنا أصدقائي ان مردوخ بالعربية تعني النمرود ، ولكن لا تخلطوا بينهُ وبين الملك النمرود.
يعتقد ان هذا العقد صنع من قبل الاله نمرود واعطاه لكهنة معبده ، لإيصاله الى احد ملوكهم ، كما سنكر في سياق المقالة. ولكن الغريب في هذا العقد هو وبحسب ما وصل الينا ، وجود طلاسم ونقوش غريبة لا يوجد لها تفسير الى يومنا هذا. وقد تكون هذه النقوش الرابط بين هذا العقد ولعنته ، وهو ما سنعرفه لاحقا.
قصة عقد مردوخ الملعون
والان لننتقل برحلة عبر التاريخ ، لنتعرف على الاحداث المأساوية التي رافقت هذا العقد. بحسب الرواية فأن منشاء العقد يعود الى مملكة بابل القديمة ، وتحديدا الى الملك حمورابي. حيث يقال ان الاله مردوخ منح حمورابي هذا العقد اعترافا منه بعظمة حمورابي ، وامتنانا لسعيه الحثيث لإعلاء مملكة بابل. فأعطا العقد لحمورابي بغية توسيع مملكته ، وبحسب الأسطورة فان مردوخ ابلغ حمورابي بلعنة العقد ، بل وطلب منه ارسال هذا العقد كهدية لأي ملك يرغب حمورابي بالاستيلاء على مملكته. لأنه ببساطة سيأتيه الموت لا محالة.
وبالطبع ارسل حمورابي العقد كهدية الى عدد من الملوك الذين بطبيعة الحال انتهوا بالموت ، والت ممالكهم الى مملكة حمورابي. تتابع الأسطورة ان حمورابي بعد ان احس بمدى خطورة القلادة والشرور المدفونة بها ، قام بوضعها في صندوق واخفاها ، عل وعسى ان يدفن الشر الكامن بها معها. لكن القلادة وجدت طريقها الى مملكة اشور وتسببت في نهاية الملك سنحريب على يد أبنائه.
ثم تصل بنا القصة الى العصر العباسي وبالتحديد الى هارون الرشيد ، لتبدا الفصول الدموية بهذه القصة. بحسب الروايات الواردة الينا ، فان الرومان قاموا بإهداء العقد الى هارون الرشيد ، ولم يذكر في أي من المصادر كيفية حصول الرومان عليه ، واغلب الضن انهم كانوا يعلمون بلعنة العقد ، لذلك اهدوه الى الخليفة العباسي. الخليفة العباسي لم يرتديه ، بل أعطاه الى زوجته زبيدة التي هي الأخرى بدورها لم ترتديه ، ربما خوفاً من الطلاسم الموجودة عليه ، فوضعته في صندوق ، وضل هناك حتى وفات الرشيد.
اقرأوا جيدا فالأحداث ستتوالى ، وما ستقرؤونهُ غريب جدا فحاولوا على التركيز. انتقل العقد بعد موت الرشيد الى ابنه الأمين ، الذي افتتن بالعقد وواظب على ارتدائه ليكون احد ضحايا العقد. حيث قتل الأمين على يد طاهر ابن الحسين ، لينتقل العقد مع ممتلكات الأمين الى طاهر الذي مات مقتولاً ، ويقال انه كان مرتدياً العقد عند وفاته. حفظ العقد بعد اذن في خزائن الدولة لفترة طويلة ، الى ان اخرجه الخليفة المستعصم وارتداه ، وهنا كلنا نعلم ان الخليفة المستعصم قتل وعائلته على يد هولاكو بطريقة بشعة.
اذن اصبح العقد مع هولاكو ، الذي بدوره اهدى العقد لعشيقته فانزا والتي كانت زوجة احدى ضباط جيش هولاكو ، ما لبثت ان اقتنته فانزا ، حتى اكتشف زوجها خيانتها فقتلها واستولى على العقد. ارتدى الضابط العقد ن فقتل بمعركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون بقيادة سيف الدين قطز.
الان وجهة العقد أصبحت قطز ، الذي من المعروف انه قتل على يد بيبرس ومجموعة من الامراء الطامعين في الحكم. اما بيبرس الذي اقتنى العقد بعد قتله لقطز ، قد قتل هو الاخر ، وبموته اختفى العقد لفترة من الوقت. ليظهر مرة أخرى عند الملك الفرنسي لويس التاسع ، الذي مات في سجنه بالطاعون ، وكما يقال مرديا العقد. بعد لويس التاسع اختفى العقد لفترة طويلة جداً من الزمن ، وربما كان في خزائن العائلة المالكة ، ظهر العقد بعد ذلك في عهد الملك لويس السادس عشر ، وزوجته ماري انطوانيت ، التي كانت من المعروف ولعها الشديد بالمجوهرات.
وبالطبع اقتنت الملكة العقد وارتدته ، وما هي الا أسابيع قليلة ، قامت الثورة التي أوصلت راس الملك والملكة الى المقصلة. بحسب الروايات ، فان الملكة انطوانيت قالت قبيل موتها بدقائق وراسها على المقصلة ، ياليتني تخلصت من القلادة وسمعت نصيحة الساحر كالبسترو. يقال بان كالبيسترو هذا ، كان ساحر في البلاط الملكي وقد حذر الملكة مرارا وتكرارا من لبس العقد.
لا ، لم تنتهي قصة العقد الملعون بعد ، قد وصل الى نابليون بونابارت الامبراطور الفرنسي الشهير الذي قام بإهدائه الى زوجته ، والتي على ما يبدو كانت على علم بماضيه الدموي ، فرفضت ارتدائه وامرت بإبقائه خارج القصر. هزمت فرنسا من الجيش الألماني ، فستولى الالمان على العقد وتم نقله الى المانيا ليعرض في متحف برلين للأثار.
حسناً هناك روايتين ، واحدة تقول ان هتلر اهدى العقد الى القائد الألماني غورينغ ، والاخرى تنص على سرقة غورينغ للعقد. ولكن اسمعوا هذا ، كلتا الروايتين تؤكدان ان غورينغ مات منتحرا بالسم في زنزانته بعد نهاية الحرب وهزيمة المانيا. يكمل العقد رحلته ليحط رحاله في مزاد عالمي ، في الولايات المتحدة الامريكية ، ويقال ان من اشترى العقد هو الرئيس الذي يعتبر موته من اكثر الأيام سوداوية ودموية في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ، اجل ، انه الرئيس جون كينيدي الذي بحسب الروايات كان يرتدي العقد يوم اغتياله ، وهذا ما تبينه بعض الصور الماخوذة من يوم الاغتيال. العقد اختفى مباشرتاً بعد نقل كينيدي الى المستشفى ولم يظهر الى يومنا هذا ، غريب! ، اذن بحسب الروايات انتهت رحلة العقد باغتيال كينيدي.
حقيقة قلادة مردوخ
الان لننتقل الى الواقع او حقيقة قلادة مردوخ ، او بالأصح الى فكرة مصدر القلادة. هل هناك مصادر حقا او باحثين يؤكدون حقيقة هذه القلادة الغريبة. الواضح لحد الان انه لا يوجد ذكر لقلادة المشؤومة في أي من كتب التاريخ الموثقة لمختلف المؤرخين ، العرب والأجانب.
ان ماهي رواية من تأليف المؤرخ والروائي احمد سعد الدين ، الذي أراد ان يسلط الضوء على احداث التاريخ والمؤامرات السياسية التي ذكرناها ، واسرار العصور التي تكلمنا عنها. فأضاف عليها عنصر التشويق الروائي ، والمقصود هنا قلادة مردوخ ، ليحمس القارء ويدفعه ليقرا اكثر عن التاريخ. عبر استخدام القلادة كبطلة لهذه الرواية التي تحمل اسم قلادة مردوخ.
الجدير بالذكر والغريب ان الروائي احمد سعد الدين لم يصرح في ما اذا كان قصة العقد الملعون موجود بالفعل ام لا ، ولم يذكر أي من المصادر الموثوقة ، بل في احدى مقابلاته اكد على ندرى المصادر التي تتحدث عن القلادة وتاريخها "تاريخ ضحاياها" ، ولم ينفي وجودها تماما. انما أضاف انه لجئ الى كتب الماورائيات والباراسايكولوجي ، واقصد هنا علم ما وراء علم النفس. حيث وجد الكثير من المعلومات الثرية حول هذه القلادة ، والتي أسهمت في بلورة فكرة ذات طابع خيالي وتاريخي في آن واحد.
الجدير بالذكر ان هناك نسخة طبق الأصل عن القلادة ، ولكن من دون طلاسم. معروضة في المتحف العراقي.
اذن أصدقائي بعد ان ذكرنا في مقالتنا هذه ، كل ما وصل الينا عن قلادة مردوخ ، ان كان من اسطورة او حقيقة ، الا ان عدة من الأسئلة لازالت بدون جواب. كلنا نعرف حقيقة وجود الطلاسم منذ زمن النبي سليمان عليه السلام ، ولكن هل هذا العقد بالذات موجود فعلا ، وان كان موجود فاين هو ؟ ، وماذا عن الصورة التي التقطت للعقد سنة 1945 في متحف برلين للأثار ، والتي تعتبر اخر صورة للعقد.
وهل فعلا ان جون كينيدي كان يرتدي العقد عند اغتياله ؟ ، ام انها صور مفبركة ، كما صرح الكثير من الصحفيين الذين تواجدوا في تلك اللحظة ، لا احد يعلم.
هذه هي كل المعلومات المتعلقة بجدلية القلادة ، ولا تنسوا ان تشاركوني آرائكم في التعليقات.